منبر الحـــــوار

بقلم / علي محمد صالح شوم

لندن - 31 يناير ٢٠٢١

 

 
 
 

 

نعتز ونفتخر بالاستاذ ابراهيم عمر الذي تم انتخابه عضوا في برلمان نيوزيلندا
 

 


كثيرة هى مواجع الانسان الارتري ومعاناته المستمرة مع اللجؤ والتشرد ، فقد عان الشعب الارتري من ويلات الحروب التي فرضت عليه اللجؤ والهجرة الى خارج الوطن الحبيب، فقصتنا اليوم عن شاب ارتري عصامي اوجد لنفسه مكانة نتعتز بها كابن من هذا الشعب العظيم ، الشاب ابراهيم عمر ترك موطنه الاصلي وهو في بواكير الشباب قاصدا الهجرة الى خارج ارتريا التي ولد فيها وترعرع ليستقر به المقام في السودان الشقيق ، ذلك البلد المضياف الذي ما زال يستقبل موجات اللجؤ من ارتريا منذ العام 1967م والى الان، والحديث عن السودان وشعبه الشقيق يطول وربما احتاج منا مقالات منفصلة . وبالعودة الى موضوعنا وهو الشاب الطموح ابراهيم عمر، وصل الى السودان بحثا عن الامن والامان والسعى الجاد لبناء المستقبل ولهذا عمل جاهدا لاتمام حلمه هذا ، وبعد رحلة شاقة ومضنية تمكن ابراهيم من الوصول الى اقاصى بلاد العالم ( نيوزيلاندا) ، فكانت المستقر الذي وجد فيه نفسه وسعى للولوج الى عالم النجاحات .
اتم ابراهيم دراسته الجامعية بعد ان قدم اللجؤ في تلك الدولة التي احسنت وفادته ، وتجدر الاشارة هنا ان ابراهيم واصل دراسته الجامعية وهو يعمل ليل نهار كعامل نظافة وهى مهنة اتاحت له الفرصة في تدبير اموره ومساعدة اهله في ارتريا ليتخرج بدرجة البكلاريوس من احدي الجامعات هناك ، واثناء دراسته وعمله التحق بالعمل الطوعي في منطقة اقامته وتعرف على العديد من الجاليات المهاجرة والشخصيات المهمة التي قدمت له النصح والمشورة ، وفي فترة وجيزة اكتسب عضوية حزب العمال النيوزيلندي الذي تدرج فيه الى ان نال ثقة ناخبي دائرته ليصبح عضوا في البرلمان على مستوى الدولة.
ما اود تناوله في هذه السطور ان الابن ابراهيم مثال يحتذى في الصبر والمثابرة الذي اوصله الى هذه المكانة المرموقة، وعلى جميع شبابنا المهاجرين في البلدان المختلفة السعى لتمثيل شعبهم ورفع قدراتهم ومهاراتهم وان يندمجوا في المجتمعات التي هاجروا اليها، نعم هناك العديد من الشباب الارتري الذي ولج افاق العلم والتقدم وبعضهم من سبق الشاب ابراهيم في طرق ابواب العمل العام في مواقع تواجدهم وهى مفخرة لنا ، ولكن مازلت المسافات متباعدة خاصة اذا علمنا ان الجاليات الاخرى من منطقتنا قد طرقت هذه الابواب باعداد مقدرة ونجحت وامامنا الجالية الصومالية الشقيقة كمثال باين للاعيان.
من الظواهر الايجابية والتي يجب الوقوف عندها ان نجد بعض ابنائنا قد اندمجوا واصبحوا جزء من النسيج الاجتماعي والسياسي في بلدانهم التي اكتسبوا جنسيتها ، ونذكر ان اول سيدة ارترية كانت السيدة مريم شرفاى التي دخلت البرلمان السويدي تلاها احد مناضلي الثورة الارترية وهو السيد ارهي حمدناكا وارتري اخر من كلورادو اسمه جو نقوسى عن الحزب الديمقراطي وهو الان ضمن اعضاء الكونقرس الامريكي الذين رفعوا الدعوة ضد الرئيس السابق ترامب ، وفي لندن نجد الابن محمد جاسر وقد فاز في الانتخابات المحلية ،والابنة النشطة امل عبدالقادر بدير وهما ناشطان في حزب العمال البريطاني ، كل هذه الظواهر ايجابية وتحاج منا التشجيع خاصة الاسر والتي يجب ان تحفظ ابناءها على الاندماج الايجابي في المجتمعات التي يعيشون فيها.

هناك بعض الارترين الذين يعملون في مواقع متقدمة خاصة في المنظمات الدولية امثال المناضل هيلى منقريوس الذي شغل موقع مساعد الامين العام للشئون السياسية ويعمل الان كممثل خاص للامين العام للامم المتحدة في الاتحاد الافريقي، وفي المجال الانساني للمنظمة الدولية نذكر المناضل عبد الوهاب محمود جمع والسيد عمر محمد بخيت واخرون ، هذه الكفاءات مفخرة لارتريا وشعبها وقد يكون لها دور كبير في رفع القدرات والمساهمة في عملية اعادة البناء بعد ازاحة العصابة باذن الله.
المجال الثقافي تبرز اهميته لما له من دور في التعريف بثقافة وتراث وقيم البلد خاصة الشعر والرواية ، يمكننا القول قد بدأنا نتحسس طريقنا اليه ، وعلى الرغم من حداثة التجرية والتحديات الي تواجه المبدعين ومعظمهم خارج الوطن للاسف، الا انهم اوجدوا صدى طيب في العالم من حولنا ، وقد لا تحضرني كل الاسماء التي قدمت لنا الابداع في مجال الشعر المكتوب بالعربية واذكر منهم :

الراحل المقيم شاعر القطرين الاستاذ محمد عثمان محمد صالح كجراى ، الراحل المقيم الاستاذ عبدالرحمن اسماعيل سكاب ، الراحل المقيم الشاعر الانسان احمد سعد هاشم ، المناضل الشاعر محمد محمود الشيخ (مدني) ، الراحل المقيم الشاعر عبد الحكيم محمود الشيخ، الشاعر الاستاذ محمدالحاج موسى ، الشاعر عبدالله عمر ادريس كرام ، الشاعر والاعلامي احمد شريف ، الشاعرة الراحلة شريفة العلوي ، الشاعرة فاطمة موسى ، الشاعرة والروائية مني محمد صالح، المناضل والشاعر عبدالقادر علي ميكال ، الشاعر والروائي محجوب حامد ، الشاعر
يبات علي فايد.

وفي مجال الرواية برز كل من :

 حجي جابر ، حامد ادريس ناظر ، هاشم محمود ، عبدالقادر ادريس حكيم في مجال القصة القصيرة، مصطفي محمد محمود ، أحمد عمر شيخ شاعر وروائي، محمود ابوبكر كقاص وكاتب ، ابوبكر كهال وهو روائي عالمي، عبدالكريم عمر ناصر روائي وفنان تشكيلي، عبدالقادر مسلم ومنصور سعيد حامد .

كل هذا يعكسه الاعلام المسؤل والمرتبط بقضايا شعبه ، لهذا على قوانا السياسية والاجتماعية العمل على خلق اعلام واعي يتطلع بمسؤليات في خدمة المجتمع في مختلف المجالات، وفي هذا المضمار علينا مساعدة ما متاح من ادوات اعلامية خاصة المواقع الاسفيرية مثل
عدوليس ، عونا ، فرجت ، تقوربا وسماديت بالاضافة الى المواقع التابعة للقوى السياسية والاذاعات مثل ارينا والقنوات الفضائة كادال واسنا وسبتمبر لتلعب دورها المنوط بها. كما اود ان اهنئ السيدة سامية باهو من الجالية الارترية في مولبرن باستراليا لحصولها على الميدالية التقديرية لجهودها الانسانية خاصة اوساط النساء المهاجرات ومساعدتهن في الوصول الى مقاعد الدراسة والعمل، تم التكريم بمناسبة اليوم الوطني لاستراليا.
اخيرا اود ان الفت انتباهكم الى اهمية العمل الانساني في تخفيف معانات شعبنا واذكر هنا الدور الكبير الذي قامتا به كل كم ايلسا جروم وسلام كداني لمساعدة اللاجئين وعكس معاناتهم الانسانية للمجتمع الدولي ، واترحم في هذه السانحة على الناشطة الاجتماعية منى مصطفى عبده جعل الله كل ما قدمت في ميزان حسناتها، ونحن مطالبون بمضاعفة الجهود والوقوف مع من يعمل في هذ المجال.

علي محمد صالح شوم - لندن