منبر الحـــــوار

 

 

الا ستاذ- صالح سعد
 6/9/2020
 

 

 
 
 

 

الإخوة الأفاضل في مجموعة حوار لوعي مشترك تحية تقدير واحترام .
 


اثارتْ مقابلة الأخ المناضل الأستاذ أحمد القيسي كثيراً *من الجدل والإنفعال وهذا شيءٌ طبيعي لحساسية الموضوع مثار الغلط لتعلقه بالشريعة الإسلامية والتاريخ الإسلامي ، وكذلك لسببٍ آخر هو التعاطي العاطفي من المناضل القيسي والذي اتسم بالسطحية والإنفعالية وكثيراً من الغفلة السياسية بتقديمه هدية مجانية للمتعصبين من الطرف الآخر* .
أجد نفسي غير مَيَّالٍ للرودود والمماحكات الأيدلوجية ولكان الموضوع *جَدَّ خَطِيرٍ لا ينفع فيه السكوت ولا المواقف الرمادية* .
كلام المناضل القيسي مثار الجدل واللغط يتعلق بنقطتين مركزيتين :
الأولى منهما : اَنَّ التاريخ الإسلامي *تاريخٌ ظلاميٌ مظلمٌ كله استبداد و ديكتاتورية* باستثناء 11 سنة *ولستُ أدري لماذا استثنى هذه السنوات دون غيرها ؟!* ، علماً ان فترة النبوة المكي والمدني منها يساوي 23 سنة ، عشرة سنوات منها هي عمر الدولة الإسلامية في العهد المدني النبوي تليها ثلاثون سنة هي فترة حكم الراشدين فصار مجموع هذه السنوات للدولة الإسلامية الأولى 40 سنة ليست *محل إشكالٍ* إلا الحرب الأهلية التي كانت في خاتمتها بين علي بن أبي طالب وشيعته ومعاوية بن أبي سفيان ومن سانده .
التاريخ الإسلامي = *تاريخ بشري نقده ليس محل إشكالٍ ابداً ولكان ما استصحبتْْ أدوات الاستقامة الفكرية ( الموضوعية ) علماً وعدلاً* ، ربما اكون من الذين ينتقدون تاريخنا السياسي الإسلامي بكثرة وانتقد على كثيرٍ من الإسلاميين خلطهم بين التاريخ والفكرة أو بين الشرع المنزل والتاريخ البشري ووضعهم المتاريس دون ذلك ، وجعل تاريخنا السياسي *تابوهاً ممنوع الاقتراب منه نقداً وتحليلاً وتفكيكاً*، ولكن ينبغي في هذه الحالة التفريق بين تاريخ الأنظمة الحاكمة وطبقات البلاط وبين تاريخ الأمة ومنجزاتها الحضارية والعلمية والفكرية = *وهو ما يعرف بالتاريخ الكبير*.
ثم علينا أن نتذكر أن الشعوب والبلاد التي وصلتْ إليها جيوش الفتح لم تعرف مثل هذه الجيوش عدلاً وتسامحاً وهذا معروفٌ مشهودٌ شهد به علماء الغرب سيما المستشرقين منهم والكتب في هذا الشأن كثيرة .
إذن ينبغي قراءة هذا التاريخ بعيداً عن متلازمتي التقديس والتدنيس .
إبداء عليه يمكن القول بكلِّ وضوحٍ انَّ *الحكم المتعسف* على تاريخ امةٍ يمتد إلى أربعة عشر قرناً زماناً ، وامتد من اندونيسيا شرقاً إلى المغرب غرباً ، ووصل أبواب فيينا شمالاً إلى أقصى جنوب القارة السوداء جنوباً على مستوى التمدد الجغرافي بأنَّهُ تاريخ ظلم ليس *مجرد عثرة قدم أو زلة لسان بل هو عين الخبط والخلط مع سبق الإصرار* ويعتبر نوعا من البصق على تاريخ أمتنا- مع الاعتذار على استخدام هذه الألفاظ ولكنها الواقع - لستُ هنا بصدد محاكمة النوايا أو الإشارة إلى الخلفية الأيدلوجية المؤثرة على الوعي ولكن حسبي ان اقول انَّ الأستاذ المناضل أحمد القيسي اذا استمر على هذه الطريق من إلقاء الكلام على عواهنه ، وعدم حساب مالآته وارتداداته سيخسر *الصورة المشرقة التي بناها لنفسه بسبب تاريخه النضالي المشرف* ، وشجاعته وشفافيته في نقد تجربة الجبهة الشعبية، هذا غير انَّهُ لن يكسب احترام مثقفي التجرنية الذين تبرع للمتطرفين منهم بتقديم *صورة شوهاء لتاريخ أمتهغير صحيحة* وتضليله للمنصفين منهم بقصدٍ أو دون قصدٍ - لايهم فالعبرة بالنتائج لا بالنوايا - .
الثانية : تتعلق بالشريعة وهي حسب إدعاء الأخ المناضل أحمد القيسي = لا أحد يعرفها إنَّما هي مجرد *شعارية مختزلة في عبارة ( الله اكبر )*، استغرب على أي أساسٍ بنى المناضل القيسي هذا الإدعاء - الشريعة تعني الدين كله = العبادات والأخلاق والعقائد والأحكام التي تنظم سائر حياة المسلمين في معاملاتهم التجارية والقضائية والسياسية .... الخ . *هل يعقل أنه لا أحد يعرف معناها ؟!* صراحة غريب هذا الإدعاء عموماً لعلي أذكر أستاذنا اننا كنا نناقش في الأيام الفائتة ورقة عن *علاقة الدين والدولة* لعله لم يطلع عليها ولستْ هنا بصدد المناقشة لموضوع الشريعة فليس هذا مقامه .
في ختام في هذا التعليق تمنيتُ من الأستاذ القيسي ان يزن كلامه وتصريحاته حتى لا تزل قدمه ويجعل نفسه عُرضَةً لأنْ يكون مثار الجدل واللغط .