منبر الحـــــوار

 

بقلم / عيسى سيد محمد

2021/07/12

 
 
 

بسم الله الرحمن الرجيم

وداعاً أبو حامد عثمان حامد كنتيباى سمر العول
 

 


بسم الله الرحمن الرحيم: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ).
ببالغ الحزن والأسى العميقين تلقيتُ خبر وفاة المغفور له بإذن الله أخي أبو حامد/ عثمان حامد كنتيباى سمر العول، الرجل التقي النقي المهذب، والمجتهد النشط. تعود معرفتي به للعام 1957، كان يضغرنا سناً، فقد حباه الله بمكارم الأخلاق، كان ميسوراً، في غاية التواضع، يتعامل مع الناس بأسلوبٍ راقٍ، ولطفٍ وتهذيب، ما أكسبه ثقة واحترام كل من يعرفه. دخل البرلمان الإثيوبي في ريعان شبابه بعد فوزه في الانتخابات على منافسيه من المرشحين الكبار من ذوي الخبرة والتجربة، فقد كانت ثقة الشباب رافعته الأساسية في تحقيق الفوز.
خلال فترة تواجده في أديس أبابا أنشأ مشاريع زراعية كبيرة، تم تأميمها إبان الحكم الاشتراكي. اغتراب إلى للمملكة العربية السعودية للعمل شركة ايطالية بمدينة الجبيل، اثبت جدارته وترقى في المراتب الوظيفية. كان يرحمه الله يحمل الجنسية الكندية ما مكنه من مشاركة أحد السعوديين في إنشاء مؤسسة تعمل في مجال الطرق والإنشاءات، وقد حققت المؤسسة نجاحات كبيرة. العامل الصحي لم يمكنه من الاستمرار في العمل حيث أصيب بفشل كلوي اضطر معه إلى بيع كافة ممتلكاته والانتقال للعيش في كندا. كنت معه على تواصل دائم خلال تواجده في مدينة الجبيل بالمملكة العربية السعودية، ومنذ انتقاله إلى كندا انقطع التواصل معه.
كان - رحمه الله - رجل بر وإحسان، يعطي بسخاء، ويتجنب الظهور، كان يقدم تبرعاته باسم فاعل خير. كفل العديد من طلاب منظمة الهدى والنور التعليمية الخيرية، كان هذا ديدنه، فقد كان دائم العطاء، يتبرع بسخاء لوفود الجبهة والتي كنت واحداً منها. بعد اغترابي في المملكة العربية السعودية في العام 1999 وعملي مترجماً في شركة ملاحية، كان يزورني كل أربعاء بعد العصر ويأخذني معه إلى منزله العامر لقضاء نهاية الأسبوع معه. امضيته شهر رمضان حيث كان يأتيني بعد العصر كل يوم ويعيدني صباحاً إلى مقر عملي.
عند سفري إلى السودان كام يحمّلني الهدايا، والعطايا لمعلميه، وأصدقائه، ومحبيه. وبعد انتقالي إلى مدينة جدة، كان يتواصل معي بشكل دائم ويطلب مني التواصل مع الحجاج والمعتمرين من أقاربه وأصدقائه، حيث كان يرسل لهم طريقي ما تجود به نفسه، فقد كان ذو خصال كريمة نبيلاً وموفقاً في عمل الخير.
تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته، اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله ووسع مدخله واجعل قبره روضه من رياض الجنة، اللهم اغسله بالماء الثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، واجعل مسكنه الفردوس الأعلى. اللهم جازه بالحسنات إحسانا وبالسيات عفوا وغفرانا، والقه برحمتك ورضاك وقه فتنة القير وعذابه. اللهم حل روحه في محل الأبرار وتغمده بالرحمة آناء الليل والنهار برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم انقله من ضيق اللحود والقبور إلى سعة الدور والقصور (فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ، وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ، وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ، وَمَاء مَّسْكُوبٍ، وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ، لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ)، مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. اللهم اجعلنا واياهم من عبادك الذين تباهي بهم ملائكتك في الموقف العظيم وارزقنا حسن النظر إلى وجهك الكريم مع الذين تجرى من تحتهم الأنهار في جنات النعيم دعواهم فيها سبحانك اللهم وبحمدك وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين وألهم آله وذويه وأبنائه وبناته ومحبيه وآل كنتيباى حامد سمر العول وآل كنتيباى محمد عبدالله جميل وإيانا الصبر وحسن العزاء (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).
عيسى سيد محمد